تخطي أوامر الشريط
التخطي إلى المحتوى الأساسي
تسجيل الدخول

    الاستخدام الأكاديمي للذكاء الاصطناعي: نحو تعليم رقمي مستدام

    ​ نظَّم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر ورشة علمية بعنوان: "الاستخدام الأكاديمي للذكاء الاصطناعي: نحو تعليم رقمي مستدام ومواكِب للتحول المعرفي"، وذلك يوم الخميس الموافق 22 مايو، 2025، وقد انعقدت الورشة في القاعة (رقم: B114) بمبنى كلية القانون في جامعة قطر، وشارك فيها عددٌ من الخبراء والأساتذة والطلبة المهتمين بالذكاء الاصطناعي من مختلف الوزارات والجامعات والمراكز والمؤسسات العلمية في دولة قطر.

    افتُتحت الندوة بكلمة من مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، الدكتور بدران بن لحسن، الذي بدأ حديثه بترحيب المشاركين والحضور، والشكر لهم، وتحدَّث عن سياق هذه الورشة وأهميتها، وأن ذلك يكمن في أمرين أساسيين؛ الأول: مواكبة التطورات الراهنة في المجال التقني المتمثل في "الذكاء الاصطناعي الذي فتح أمام الحضارة الإنسانية أفاقًا غير مسبوقة". والثاني: الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في المجال الأكاديمي مع تجنُّب المخاطر الناجمة عنه.

    كما أشار الدكتور بدران إلى أن التحول الذي يحصل في الوقت الراهن سريع وكبير وجذري، وأن ما كانت تقطعه البشرية في قرون سابقًا، قد تتطور حاليًا في أسابيع أو شهور، ولا بد من مواكبة هذه التطورات والاستجابات الملائمة لها، ومن ثم لا يمكن تهميش دور الذكاء الاصطناعي في ظل طغيانه على عالَم التقنيات، باعتباره أداة مهمة في المعرفة والتعليم والتواصل والتطور، سواء في مستوى المنهج، وأساليب التدريس في الجامعات، وتقييم الطلبة، وإنجاز البحث العلمي، حيث إن هذا التحول الحاصل إنْ لم يرافقه الإنسان باعتباره القائد في صناعة الاجتماع الإنساني والموجِّه لنشاطاته، والمحافظة على القيم وتمكينها في الواقع فإن ذلك سيؤدي إلى معضلات كبيرة قد يصعب التعامل معها من خلال الحلول التقنية الصرفة.

    وبعد كلمة مدير المركز بدأت الجلسة الأولى، التي ترأستها الأستاذة عفراء حسن الخليفي، باحث مساعد أول في مركز ابن خلدون بجامعة قطر، وقد شارك فيها عددٌ من الخبراء الذين تحدثوا عن الذكاء الاصطناعي وعلاقته بتطوير التعليم الجامعي (مناهج، تدريس، بيانات تعلم (، وتنمية القدرات الرقمية والهوية الأكاديمية في ظل الذكاء الاصطناعي، حيث تناول المشاركون في هذه الجلسة قضايا متنوعة مرتبطة بهذه الموضوعات، وشمل ذلك نقد الممارسات الحالية للأكاديميات تجاه الذكاء الاصطناعي، والحساسية الزائدة من هذه التقنية، وعدم التعامل الإيجابي معه، وعدم تطوير البنى المعرفية والعلمية للتعامل مع مثل هذه التقنيات التي تُعدّ الثورة الكبرى في الوقت الحاضر. كما أشار المشاركون إلى أن العلوم الإنسانية والاجتماعية قادرة على تقديم إسهامات قيمة في توجيه هذه التقنية، سواء على المستوى العلمي، أو القيمي، أو الأخلاقي، أو غيره، غير أن المنتمين إلى هذه العلوم لا يهتم الكثير منهم بهذه الجوانب المهمة بالصورة المطلوبة.

    ثم جاءتْ الجلسة الثانية التي خصِّصت للحديث عن دور الذكاء الاصطناعي في التقييم الجامعي والبحث العلمي، والأخلاقيات والسياسات الجامعية في استخدام الذكاء الاصطناعي، حيث قدّم المشاركون في هذه الجلسة طرقًا وأساليب عديدة من وجهات نظر التخصصات المختلفة والمنظورات العديدة للتعامل مع هذه الأداة التقنية المهمة، كما قدموا توصيات ومقترحات عديدة توجّه نشاطات وممارسات الذكاء الاصطناعي ليؤدي دوره بفعالية.

    وقد عرض الدكتور مراد أوزاني، مدير البحوث في معهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة، نموذجًا قطريًا رائدًا للذكاء الاصطناعي، تشرف عليه مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وهو نموذج فنار الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي باللغة العربية، والذي تم تطويره من قبل معهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، برعاية من حكومة دولة قطر عبر وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث يمثل فنار مشروعًا مهمًا في دعم الذكاء الاصطناعي باللغة العربية والذي يستجيب للمتطلبات الثقافية والأخلاقية والتقاليد والعادات لمجتمعاتها العربية والإسلامية.

    وقد تخللت الجلستان بأسئلةٍ من الحضور، ومداخلاتٍ من الأساتذة المشاركين، واستمرتْ الندوة لمدة أربع ساعات.